وجه الفريق سيف عبدالله الشعفار، وكيل وزارة الداخلية، كلمة بمناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين، فيما يلي نصها:

تحلّ علينا الذكرى الحادية والأربعون لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وقد غدت جذورها راسخة وبنيانها شامخاً، فقد كان الثاني من ديسمبر من عام 1971 يوماً فارقاً، شكّل منعطفاً تاريخياً مهماً في تاريخ المنطقة والعالم من حولنا، حيث أعلن الآباء المؤسسون عن قيام الدولة منطلقين من رأي ومصلحة واحدة، وأمل واحد وهو عزة الإمارات ورفعتها ورفاهية شعبها.

ونحن نحتفل بهذه المناسبة الجليلة؛ نلمس الكثير من الأدلة والبراهين بأن الوحدة والتعاون هما مصدر كل قوة ورفعة وفخر لأي شعب من الشعوب، فأغلب من عاش المراحل الأولى من قيام الاتحاد يتذكر تلك الصورة الحضارية لقيام دولة الإمارات في لحظة تاريخية، التقت فيها الإرادة الخيّرة لفقيدنا الغالي المغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة "طيب الله ثراه"، مع إرادة إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات؛ على إقامة صرح حضاري شامخ شكّل نقطة تحول مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
 
لقد كان المغفور له الشيخ زايد بين أبناء شعبه متوحداً معهم، محباً لهم فبادلوه حباً بحب، وتقديراً بتقدير، والتفوا من حوله بقلوبهم وسواعدهم وصدق إرادتهم وإخلاصهم، لإرساء دعائم دولة الاتحاد على أسس راسخة من المرتكزات الحضارية والقيّم، أساسها الثقة بالله؛ ثم بالنفس والحكمة والشجاعة والعزم والتصميم، وحسن استخدام الطاقات والموارد الذاتية، والإيمان بالأهداف وتحقيقها، وتجاوز كل ما يعترض مسيرتها من عقبات ومعوّقات وتحديات حتى وصلت دولتنا إلى مكانة مرموقة، نتيجة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب، للمغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمؤازرة من أخوانه الآباء المؤسسين للاتحاد.

واليوم، وفي ظل الرؤية الشاملة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، تحولت الإمارات من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين، من خلال تبنيها لمشروعات حضارية متعددة، أحدثت نقلة نوعية في مجالات الحياة كافة، وقد أتى غرس الآباء أكله خيراً، لأنه ارتكز على بناء الإنسان فهو الثروة الحقيقية للأمم، وهو أساس نهضة الدول، فتم إعداد وتربية أجيال من أبناء الوطن يشاركون في قيادة مجتمعهم من خلال تمسكهم بقيم الاتحاد ومبادئه، ويقودون حالياً نهضة وطنية مستدامة ويحققون الإنجاز تلو الآخر للوطن، وخلال العقود الأربعة الماضية قدم مواطنو الإمارات نموذجاً فريداً للتنمية، وتجربة استوعبت روح العصر بنظمه ومؤسساته ومواثيقه وتقنياته، لكنهم لم يتجاهلوا ماضيهم العريق، بل عمقوا مفاهيمه، فتمثلوه قيماً وأخلاقاً وسلوكاً، فكان هذا الإنسان الذي نفخر به، وهذا الوطن الذي نعتز بالانتماء إليه.

وكان لوزارة الداخلية جزء من هذا الإنجاز، حيث ساهمت في رفعة شأن الوطن في العديد من المحافل، سواء في الداخل أو الخارج، وأصبحت دولتنا بفضل دعم قيادتنا العليا لوزارة الداخلية واحة أمن واستقرار في منطقة تعجّ بالتحديات والأزمات، وقد أسفر هذا الدعم اللا محدود عن تحقيق وزارة الداخلية الكثير من الإنجازات من خلال تطبيق الخطة الاستراتيجية  2010 – 2013،  وما سيتم تحقيقه من خلال تحديث الخطة الاستراتيجية للوزارة 2014 – 2016، ضمن مشروع التطوير الاستراتيجي الشامل لوزارة الداخلية، ومن أبرزها على المستوى المحلي حصولها على العديد من الأوسمة والميداليات والجوائز في برامج جائزة الشيخ خليفة للتميز الحكومي، وعلى المستوى الخارجي حصلت الوزارة على المركز الثالث على مستوى العالم في الخدمات المجتمعية.

واليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى، نتوجه فيها إلى كافة منتسبي وزارة الداخلية ؛ وفي كل موقع من مواقع المسؤولية، بأن يتخذوا من الإنجازات التي تحققت في ظل الاتحاد دافعاً قوياً، ومحفّزاً لمزيد من العمل والمثابرة ومضاعفة الجهود من أجل الارتقاء بالأداء، مع الحرص على ديمومة اليقظة والقدرة على التفاعل الخلاق مع التحديات والمستجدات كافة، ليحافظوا على أجواء الأمن والاستقرار.

ويسعدني في هذه المناسبة الخالدة أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام  سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وإلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس ال

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق
ملاحظاتك
المساعد الافتراضي
qr-code
حجز موعد