السبت :9/10/2010 :
الجثة عُـثـر عليها بجانب حاوية قمامة في المصفح
شرطة أبوظبي تحل لغز جنين أجهضته أمه سفاحاً
تمكّنت شرطة أبوظبي من حل لغز جنين أنثى أجهضتها أمها في عمر 4 أشهر في أحد الفنادق بالعاصمة بعد الحمل بها سفاحاً، ووُجدت جثتها غير مكتملة النمو في نهاية شهر سبتمبر الماضي، مكيّسة وملفوفة بقطعة قماش تستعمل لتغطية مخـدّة، ومُلقى بها بجانب حاوية قمامة بمنطقة المصفح. وجرّت الجريمة إلى إلقاء القبض على 5 أشخاص (4 نساء ورجل واحد).
وأقرّت الأم (آسيوية الجنسية) التي دخلت إلى الدولة بتأشيرة سياحة منذ مايو الماضي إجهاضها جنينها في شهره الرابع بعد ممارسة الجنس مع عدّة أشخاص منهم كهربائي، عربي الجنسية، الذي قام باستئجار شقة لها في فندق بأبوظبي، وضُبط معها لاشتباه به بتضليل العدالة والإدلاء بأقوالٍ كاذبة والزنا وإخفاء جثة جنين.
كشف عن القضية، العقيد حمّاد أحمد الحمّادي، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، مضيفاً أن خيوط الكشف عن الجريمة بدأت حينما تقدّم شاب عربي الجنسية، يدعى "ب. أ. م" 25 سنة، مؤخراً ببلاغ إلى شرطة أبوظبي يفيد بوجود جثة جنين بجانب حاوية قمامة في منطقة المصفح الصناعية، وبعد تشكيل فريق أمني متخصص بمثل هذه الجرائم، والانتقال إلى موقع الحادث، وتطويق مكان الجريمة ومعاينة الجثة، حامت الشبهات حول المبلّغ نفسه، ويعمل كهربائياً في المصفح، وذلك بعد أن أصابه الخوف حين أصبح في مواجهة الشرطة.
وبدوره، قال الرائد جمعة الكعبي، رئيس قسم جرائم النفس في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، الذي تولّى الكشف عن تفاصيل الجريمة: إن المحققين اشتبهوا بالشخص المبلّغ من خلال حسّهم الأمني، بعد أن أدلى بأقوالٍ وقصة ملفّـقة، وعدم مطابقة كلامه خلال مجريات التحقيق مع الوقائع الثابتة، وحينما حُوصر بالأسئلة والبراهين القطعية ضدّه سارع إلى تغيير أقواله، وأدلى باعتراف كامل أقـرّ فيه بارتكاب الجريمة.
واستكمل الرائد الكعبي نقلاً عن إفادة المبلّغ بأنه لم يشاهد عملية الإجهاض، شارحاً أن المتهمة التي يعرفها منذ 4 شهور، أجهضت جنينها الذي لا يعرف جنسه، بمساعدة 3 نساء أخريات لا يعرف عنهن شيئاً سوى أنهن صديقاتها، وأنه قام برمي الجنين بالمصفح، بعد أن وجد الجثة مكيّسة وملفوفة بقطعة قماش تستعمل لتغطية مخدّة، إذ حمل الجثة بسيارته إلى الموقع الذي وُجدت فيه، وأرشد عن مكانها.
وذكر الكعبي نقلاً عن إفادة المتهمة الرئيسية ("س. أ. د" 27 سنة)، بأنها أجهضت نفسها، ونزل الجنين فعلياً على أرضية حمام الغرفة في عمر 4 شهور وكان جنسها أنثى. كما أدلت بأنها تناولت 10 حبوب طبية لإجهاض الجنين أحضرها لها صديقها المذكور، والذي تعرّفت عليه منذ شهرين ونصف، واستمرت في تناولها بشكل متقطّع لمدة 13 ساعة حتى نزل.
وأوضح الكعبي أنه وبمواجهة المتهمات الـ3 اللواتي ضُبطن مع المتهمة الرئيسية في الفندق، وكن قد قدمن من موطنهن (إحدى الدول الآسيوية) إلى الإمارات بتأشيرات سياحية، أنكرن قيامهن بمساعدتها في عملية الإجهاض، إلاّ أن "م. ع" 35 سنة، اعترفت بهروبها من الكفيل، في حين أن "ر. ج" 38 اعترفت بذات التهمة الأخيرة وبالزنا، وباستجواب "أ. ب" 38 سنة، اعترفت بالهروب من الكفيل أيضاً وبممارسة الدعارة، وتم استيقافهن جميعاً وتحويلهن مع المتهم إلى الجهات القضائية.
وفي هذا الإطار، قال المقدم الدكتور صلاح عبيد الغول، مدير مكتب ثقافة احترام القانون في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، إن الإجهاض الجنائي المعاقب عليه قانوناً، هو إنهاء الحمل أو التخلّص من الجنين دون سبب طبي يستوجب ذلك، وتعاقب معظم التشريعات الجنائية على الإجهاض غير الشرعي لأنه يمثل تعدياً على حياة الجنين الذي من حقه أن يولد لينمو ويكبر ويصبح عضواً فاعلاً في المجتمع.
وأشار إلى أن "المشرّع الإماراتي يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو