توصلت وزارة الداخلية، إلى اتفاق ذي أبعاد إنسانية واجتماعية مع الحكومة الهندية، بشأن نقل الأشخاص المحكوم عليهم بين البلدين الصديقين، وذلك وفقاً لاتفاقية وقعها ظهر اليوم (الأربعاء) في العاصمة الهندية "نيودلهي"، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ونظيره الهندي بالانيابان تشيد امابرام، وزير الداخلية الهندي؛ إلى جانب توقيعهما اتفاقية أخرى تعنى بشأن التعاون الأمني المشترك.
وستمكن هذه الاتفاقية أبناء كلا الدولتين المحكوم عليهم بأحكام سالبة للحرية؛ تزيد عن ستة أشهر، من قضاء مدة محكوميتهم داخل بلدهم الأم - حال رغب النزيل طوعاً بذلك- ما يسمح تالياً بإعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعهم الأصلي، فضلاً عن تمكين ذويهم من التواصل معهم ضماناً للاستقرار الأسري، وتخفيفاً للأعباء النفسية والمعيشية عن كاهل النزلاء وذويهم.
واعتبر سمو الشيخ سيف بن زايد أن هذه الاتفاقية تأتي استجابة لتوجيهات قيادة الوطن العليا، بتوفير السبل الكفيلة باستقرار المجتمع ولحمة أعضائه، إلى جانب سعيها الدؤوب إلى التخفيف من معاناة مختلف الشرائح المجتمعية؛ لا سيما نزلاء المؤسسات الإصلاحية والعقابية، وفق نهج إنساني رحيم وحضاري قويم من جهة؛ وضماناً لمبدأ الإصلاح والتأهيل الفعال من الجهة المقابلة.
كما وقع سموه خلال الزيارة اتفاقية أخرى تعنى بالشأن الأمني، وتعزيز العمل الشرطي في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، كتهريب المخدرات والاتجار بالبشر وغسل الأموال وغيرها، وذلك ضمن الإطار القانوني والتشريعي الداخلي لكلا البلدين، كما تضمنت الاتفاقية بنوداً تتعلق بزيادة مستوى تبادل المعلومات والخبرات وفرص التدريب، بما يخدم صالح البلدين والشعبين الصديقين.
من جانبه ثمن بالانيابان تشيد امابرام، وزير الداخلية الهندي، الجهود التي تبذلها حكومة البلدين الصديقين؛ وإسهامهما في تحقيق العدالة الجنائية الدولية ومكافحة الجريمة بأشكالها كافة، إلى جانب حرصهما على إنفاذ القانون بما يراعي حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص.
وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد وصل الهند ظهر أمس الأول "الثلاثاء"، على رأس وفد حكومي رفيع حيث أجرى سموه لقاءً مطولاً مع نظيره الهندي؛ خلال مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف سموه، وناقش الجانبان جملة من المواضيع التي من شأنها تعزيز العلاقة الثنائية بن البلدين، كما بحثا آفاق التعاون الأمني المشترك وسبل تطويره.
وأعرب سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، عن خالص الشكر؛ لما لقيه والوفد المرافق، من حفاوة وكرم الضيافة، مثمناً سموه علاقات الصداقة التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، وما يشهده التعاون بينهما من تطوير مستمر في المجالات كافة.
وضم الوفد المرافق لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، واللواء ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، واللواء ناصر العُوضي المنهالي وكيل الوزارة المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ، وراشد النعيمي أمين عام وعضو مجلس التركيبة السكانية، والدكتور عبدالرحيم يوسف العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، وبدر سليم العلماء من "مبادلة للطيران"، ومحمد جميل الرمحي مدير إدارة الخدمات المؤسسية والشؤون المالية في "مصدر"، كما حضر اللقاء محمد سلطان العويس سفير الدولة لدى الهند.