أمر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وزارته بتركيب أجهزة الإنعاش القلبي في مختلف المرافق العامة، التي يؤمها الجمهور وذلك في مختلف إمارات الدولة.
وأكد سموه أن هذه المبادرة تأتي ضمن النهج الأبوي الرحيم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله" وتجسيداً لحرص واهتمام رب الأسرة الإماراتية، ورعايته اللصيقة لكل فرد يعيش فوق ثرى هذا الوطن المعطاء، ليبقى واحة أمن وسلامة للجميع.
وبدأت إدارة الطوارئ والسلامة العامة اعتباراً من (اليوم الاربعاء) بتركيب أولى أجهزتها في مركز المارينا التجاري بأبوظبي ، بالتزامن مع القيام بتدريب العاملين في المركز على كيفية استخدام الجهاز؛ لوضعه قيد العمل في خدمة الزائرين، كما ستشرع غدا (الخميس) في تركيب الجهاز في برج خليفة وتدريب العاملين عليه وصولا لباقي المرافق الحيوية في الدولة.
وأكدت الإحصائيات المحلية أن نسبة وفيات التوقف القلبي الرئوي من إجمالي الوفيات في إمارة أبوظبي بلغت (61.45 %) للعام 2010 ، وزادت في العام 2011 لتصل إلى نسبة (66.95 %)، مقابل (63.45 % ) للعام الماضي 2012، علماً بأن الجهاز قد حقق نتائج عالمية؛ حيث أسهم في خفض نسبة الوفيات من 90% إلى 30% بعد تركيبه في الأماكن العامة؛ وفي متناول يد الجمهور.
وكان سمو الشيخ سيف بن زايد قد اطلع على عرض تفصيلي قدمه فريق من إدارة الطوارئ والسلامة العامة في الإدارة العامة للعمليات المركزية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي؛ عن جهاز مزيل الرجفان الآلي (جهاز الإنعاش القلبي)، واستمع إلى شرح حول أهمية الجهاز، ودوره في المساهمة في خفض نسبة الوفيات في حالات توقف القلب المفاجئ خارج المستشفى.
وأمر سموه بتوفير التدريب المجاني للعامة على استعمال الجهاز الحديث، الذي يمتاز بشروط سلامة عالية وسهولة استعمال بالغة، وذلك عبر دورات تدريبية مبسطة ومكثفة تعقدها الوزارة للراغبين بذلك وسيتم الإعلان مواقيتها لاحقاً.
وأكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، مدير عام العمليات المركزية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، جاهزية إدارة الطوارئ والسلامة العامة لتدريب الكوادر، المواطنين والمقيمين، على استخدام الجهاز لتمكينهم من استخدامه عند الحاجة، وذلك لخفض نسبة الوفيات في حالات توقف القلب خارج المستشفيات، وزيادة التوعية بالإسعافات الأولية بين الجمهور، والارتقاء بخدمات الإسعافات الأولية وفق المعايير العالمية.
وتحت شعار "بالمبادرة والإدراك نساهم في الإنقاذ" ستقوم إدارة الإعلام الأمني بدورها في توعية الجمهور بأهمية هذا الجهاز، وكيفية استخدامه وأماكن توفره عبر شبكتها الإعلامية المتنوعة خلال الأيام المقبلة.
وقال اللواء الريسي، إن الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول المنطقة التي ستستخدم هذا الجهاز المهم على نحو شعبي؛ بعد أن أثبت فعاليته في خفض نسبة وفيات توقف القلب في الدول المستخدمة للجهاز؛ مشيراً إلى أن نسبة الوفيات نتيجة توقف القلب المفاجئ في العالم تتجاوز 90 % من إجمالي الحالات، واستخدام هذ الجهاز أدى إلى خفض نسبة الوفيات ما دون 30 %.
ولفت إلى ضرورة استخدام الجهاز بسرعة (في أقل من خمس دقائق بعد توقف القلب المفاجئ) لحين وصول سيارة الإسعاف؛ والتي تحتاج الى بضع دقائق، حيث تتضاءل فرص الإنعاش بنسبة 10 % في كل دقيقة لا يُستخدم فيها الجهاز أو العون الطبي، مما يمنح المصاب فرصاً أوفر بالنجاة؛ كما يجنبه الأعراض الخطرة الناتجة عن انقطاع التروية الدموية للدماغ، وما يسببه ذلك من تلف يصعب تالياً معالجته.
ويستخدم جهازمُزيل الرَّجَفان الخارجي الآلي، عند ظهور أعراض قصور في الدورة الدموية على شخص يشتبه إصابته بسكته قلبيىة، والأعراض هي : فقدان الوعي، وتوقف التنفس الطبيعي، وتوقف النبض أو غياب أية علامات تدل على نشاط الدورة الدموية.
من جانبه ذكر المقدم محمد إبراهيم العامري، مدير إدارة الطوارئ والسلامة العامة، أن ما يميز الجهاز الجديد سهولة استعماله والدرجة العالية من الأمان التي يمنحها؛ حيث إنه لايعطي صدمة كهربائية إلا بعد تحليله لنبض وإشارات القلب؛ ووجود حاجة الرجفان البطيني التي تستدعي إعطاء الصدمة .
وقال إن الجهاز لايستعمل في حال كان المريض واعياً، أو يتنفس بشكل طبيعي أو لديه نبض محسوس، أو تظهر