السبت :8/8/2009 :
صادوا غزالاً "محمياً" فصادتهم الشرطة
دفعت هواية صيد الغزلان من دون ترخيص من السلطات المختصة بـ3 شباب مواطنين إلى ممارستها في إحدى المحميات الطبيعية في منطقة الهير في مدينة العين، بحجّة تدريب كلبين "سلوقيان" على سباقات الجري، فوقعوا في قبضة رجال شرطة العين للاشتباه بصيدهم غزال.
كشف عن ذلك، العميد عمير محمد المهيري، مدير مديرية شرطة العاصمة، مرجعاً التفاصيل إلى أن مديرية شرطة العين، تلقت بلاغاً مؤخراً من أعضاء لجنة الرفق بالحيوان المشرفة على المحمية يفيد بأنهم أنقذوا غزالاً وأعادوه للمحمية بعد عملية مطاردة ليلية لمركبة دفع رباعي "بك أب" بها 3 مشتبه بهم لم تحدد هوايتهم.
وأوضح المهيري، أن مديرية شرطة العين، عمّمت فوراً بمجرّد تلقيها البلاغ على نوع وأوصاف المركبة على جميع الدوريات المرورية القريبة من المحمية الطبيعية كما كثفت المراقبة على المكان، حتى تمكّنوا من تحديد المشتبه بهم كالتالي: موظفان يعملان لدى جهة حكومية يدعيان (ع. م/ 26 سنة)، و(ع. ع/ 34 سنة)، وآخر عاطل عن العمل، يدعى (س. ح/ 28 سنة)، إذ تم إلقاء القبض عليهم، والتحقيق معهم تمهيداً لتقديمهم إلى العدالة والحُكم عليهم.
وبحسب ما جاء في البلاغ فإن أعضاء اللجنة عثروا على آثار عراك بين "كلاب وغزال" تدل على وقوع عملية صيد سابقة، وأنهم راقبوا المنطقة، إلى أن تمكّنوا من رؤية سيارة دفع رباعي كان يستقلها 3 أشخاص لم يستطيعوا تحديد ملامح وجوههم وهويتهم حيث قاموا بإنزال اثنين من الكلاب "السلوقية" لمطاردة إحدى الغزلان وصيده، وبعدما تمكّنوا منه، كمموا فمه بلاصق وعصبوا عينيه وأخفوه داخل كيسٍ بلاستيكي ووضعوه في الصندوق الخلفي للسيارة "بيك آب"، الأمر الذي دفع أعضاء اللجنة إلى محاولة إيقافهم، فلاذوا بالفرار، تاركين ورائهم كلبيهما السلوقيان – تم التحفظ عليهما- في حين سقط الغزال من صندوق سيارتهم المكشوف على الأرض نتيجة المطاردة؛ ليتمكنوا لاحقاً من إنقاذه وإعادته للمحميّة بعد عرضه على الجهات الطبية والتأكّد من سلامته بدنياً.
وقال مدير مديرية شرطة العاصمة: تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على المحافظة على الحياة البرية بشتى أنواعها من خلال بناء المحميات الطبيعية التي تأوي أندر الحيوانات البرية، مشيراً إلى تصدّي الدولة للخارجين على القانون والعابثين بالحياة البرية ويستغلون الحيوانات النادرة باللجوء إلى الصيد غير القانوني بشتى أشكاله.
وأعرب أحد أعضاء لجنة الرفق بالحيوان، طالباً عدم الكشف عن اسمه، عن امتنانه لقيام شرطة أبوظبي بواجبها على أكمل وجه، إذ ضبطت الجناة في سرعة قياسية بعد أن عمّمت أوصاف مركبتهم وتحديد هوايتهم، مؤكداً ما يمثله دور الشرطة الفعّال والمثمر الدائمين مع جهود وبرامج الحماية والحفاظ على مشاريع الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي التي تنفذها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص، وذلك بما يتماشى مع جهود استدامة التراث الطبيعي والتنوع البيولوجي البيئي.
وفيما كان تعرّض لخطورة حين طارد الجُناة بعد أن ضبطهم متلبسين وهم يصطادون الغزال في المحمية الطبيعية بعد منتصف ليلة الحادث ختم قائلاً: "فدائي للوطن ولحكامه والشيوخ". وتابع عضو آخر، طلب عدم ذكر اسمه أيضاً: "من ضمن واجباتنا المهنية في تلك المحميات، ترصدّ أي تجاوزات تقع هناك على الحياة البرية في الفترتين الصباحية والمسائية، وذلك بهدف حماية وسلامة أمن بيئتنا البرية دائماً وأبداً".
ومن جانبها، أشادت حبيبة المرعشي، الناشطة في مجال البيئة، بجهود شرطة أبوظبي في التصدّي لاعتداءات البعض على المحميات الطبيعية، مؤكدة أن هذه القضية تسلّط الضوء على أهمية نشر الوعي البيئي للمجتمع بمختلف شرائحه وفئاته بأهمية الأمور المعنية بالبيئة من المحافظة على الأنواع النادرة من الحيوانات سواء البرية منها أو البحرية والحفاظ على الثروة الطبيعية للدولة خاصة وأن هناك أنواع مهددة بالانقراض والدولة تبذل الجهود الكبيرة للحفاظ عليها وزيادة أعدادها.
يذكر أن القانون المحلي رقم (22) لسنة 2005 بشأن تنظيم الصيد البرى