الأخيرة
ويبقى الوطن همّنا الأكبر
الحقيقة... طائر الفينيق الذي لا يموت!
 

لازال البحث عن الحقيقة الهاجس الأكبر لجموع كبيرة وكثيرة  من خلال المعرفة والكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي وحملة مشاريع التغيير.. مع ذلك فإن السؤال يبقى ماثلاً:هل هناك حقيقة واحدة في هذا العالم؟ وهل يمكن لأحد أن يقول بثقة إنه وجد الحقيقة فعلاً؟ لقد حاول كتاب كثيرون أن يبحثوا عن الحقيقة وادعوا فعلاً أنهم وجدوها وقد سطروها في كتب تداولها الناس واختلفوا فيما بينهم عليها. وكثر حول تلك الكتب وأولئك الكُتاب اللغط والجدل حتى وصل إلى درجة التكفير أحياناً وتمادى الأمر حتى بلغ حد إباحة قتلهم من قبل بعض المرجعيات الدينية في عالمنا العربي والإسلامي.
إن اغتيال الرأي المخالف والمعارض بحجة منع البلبلة والتشويش على فئات الرأي العام هذه الحجة التقليدية المتهالكة ظلت ولعقود طويلة ــ ولازالت ــ هي المظلة التي تحتمي بها السلطة عند مصادرتها للرأي المعارض للصحيفة للكتاب للمقال للكلمة التي تجدف في أفق آخر مختلف عن أفق السلطة التي تريد دوماً أن يتحول الجميع إلى مجرد قطيع يفكر كل أفراده في الفكرة نفسها ويسوقون أنفسهم أو يساقون باتجاه الهدف الأزلي نفسه: البحث الدائم عن الماء والكلأ عن لقمة العيش والوظيفة ومصادر توفير احتياجات البيت والأسرة والأطفال.. وهكذا ماعدا ذلك فغير مسموح به.. فالخوض بصراحة في الشأن العام محظور والاعتراض غير وارد والبحث عن الحقيقة والمعلومة الصحيحة كفر يستحق المصادرة والإيقاف والتنكيل!!
الكاتب الألباني اسماعيل قدري حينما نظر في ردة فعل السلطات الحاكمة على فعل الإبداع والجرأة والذي لا يخرج عن المطاردة والتضييق والمصادرة والسجن والنفي و.. قال: مطلوب من الكاتب أن يكون تافهاً لأنه يعيش الحياة في زمن التفاهة )) فلا يسمح له في هذه الحالة أن يكوّن حالته الخاصة المتمردة على هذه التفاهة لأنه بالتأكيد سيبلور من حالته المتمردة ثورته المرجوة وهنا مكمن الخطر!!
رياض الريس يقول في كتابه.. أكتب اليكم بغضب ربما في الإصرار على رفض التفاهة يكون الحلم أكثر واقعية فليس من المنطق ولا من واقعية الحياة أن تتحول الحياة والزمن والحالة كلها إلى تفاهة ويتحول الجميع إلى أشخاص تافهين لأن هناك من يعكر صفو أصحاب المصالح وحياتهم بالبحث عن الحقيقة ومحاربة الفساد والترهل والسطحيةr
لقد أحرقت السلطات العربية قديماً كتب الفيلسوف ابن رشد بحجة الكفر وتلويث أفكار الناس بإشاعة أفكار غير صحيحة ومنعت كتب لطه حسين والشيخ محمد الغزالي وصودرت رواية (( أولاد حارتنا)) لنجيب محفوظ وقرأناها فلم تتلوث أفكارنا ولم تصب عقولنا أو أيماننا بجرح بسيطr لا منطق للمصادرة سوى منطق ثقافة الصمت واغتيال الجرأة إنه نفس المنطق الذي كان يحرم شعوب بعض دول أميركا الجنوبية من رؤية وجه الحاكم فرؤية وجهه جريمة كبرى يعاقب عليها القانون وعليه فعلى الجميع أن يخفضوا رؤوسهم عند مرور موكبه..

لقد كتب سلمان رشدي روايته (( آيات شيطانية )) منذ سنوات طويلة وصودرت الرواية ومنعت في عالمنا وأباح الإمام الخميني دمه في ذلك الوقت لكن الرواية ترجمت وتركت ثم نسيت ومازال رشدي حياً وينال حظه من التكريم في أوروبا ومن قرأ تلك الرواية يجد أنها كانت رواية لا تستحق ذلك الاهتمام ولا يمكن إكمال عشرا صفحات منها لشدة سذاجتها.. فلماذا المبالغة في ردة الفعل إتكاءً على حماية الدين وعقول الناس؟

&nbs
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.