ضفاف
علي عبيد
إلى أين··· ؟
إلى أين يتجه العالم·· وما هو المصير الذي يسير إليه؟
هذا هو السؤال الذي ظل يتردد في ذهني وأنا أقرأ نتيجة المسح الذي قامت به صحيفة "Het Laatste Nieuws" البلجيكية للمواقع الإلكترونية الإباحية في العالم، والأرقام الفلكية التي تدور حولها هذه الصناعة التي تلقى رواجاً لا يمكن أن يصدقه عقل، حيث تفوق الأرباح السنوية التي تجنيها الشركات التي تعمل في مجال الجنس "أون لاين" مجموع أرباح الشركات العملاقة مايكروسوفت وغوغل وأبل وأمازون وياهو وإي باي مجتمعة!
وتذكر نتائج المسح أن زوار بوابات البورنو الإلكترونية قد أنفقوا في عام 2006 وحده ما معدله 2304 يورو في الثانية الواحدة للاستمتاع بهذا العالم، وأنه في الولايات المتحدة وحدها يُنشَر على الشبكة العنكبوتية فيديو بورنو كل 39 ثانية، وأنه في منتصف عام 2006 تم تحميل 1,5 مليار ملف إباحي "صور وفيديو"، وهو ما يعادل 35 في المئة من إجمالي عمليات تحميل الملفات من الإنترنت على مستوى العالم، وأن 42 في المئة من زوار الإنترنت حول العالم قد زاروا مرة واحدة على الأقل صفحات المواقع الإباحية·
ويتوسع المسح في الحديث عن الدول فيوضح أن الصين قد أنفقت أكثر من بقية الدول على البورنو أون لاين، إذ احتل الصينيون المرتبة الأولى بين شعوب العالم في جدول الإنفاق بمبلغ مقداره 20,5 بليون يورو، يليهم سكان كوريا الجنوبية "19,25بليون يورو" ثم اليابان "15 بليون يورو" فأميركا "9،98 بليون يورو"· هذا على مستوى الدول، أما على مستوى الأفراد فيتصدر الكوريون الجنوبيون قائمة المستهلكين الذين ينفقون المال على البورنو أون لاين إذ ينفق كل زائر من زوار الإنترنت فيها ما معدله 394 يورو سنويا، في حين ينفق الياباني 117 يورو، والفنلندي 86 يورو، والأسترالي 73يورو، ويأتي الإيطاليون في ذيل القائمة بمعدل إنفاق يصل إلى 12 يورو سنويا، يليهم البلجيكيون "9 يورو" وأخيراً الألمان "6 يورو"·
وبعد هذا كله، ألا يحق لنا أن نتساءل عن الاتجاه الذي يسير إليه العالم، وعن المصير الذي ينتظره؟
لا شك أن الإنترنت كان فتحا كبيرا في عالم تبادل المعلومات والحصول عليها بأيسر السبل وأسرعها والتواصل بين الأفراد والجماعات بأقل الجهود والتكاليف، واختصار الزمن في عصر لم يعد العالم يملك فيه رفاهية الوقت، ولكن رغم كل هذه الميزات هل من المنطق أن يكون هذا على حساب خسارة الأخلاق وهدم القيم بغرض إشباع الغرائز مما سيؤدي إلى إفساد الأجيال التي لا تجد صعوبة في اختراق كل وسائل الحماية التي تحاول شركات الاتصالات وضعها على شبكاتها لمنع الوصول إلى هذه المواقع التي يقتصر دور أصحابها على وضع تنبيه بأنها مخصصة للبالغين فقط في حين أنها تشكل خطرا على الجميع من كل الأعمار والفئات؟
تُرى ما هو حجم الفائدة التي ستجنيها البشرية لو أن هذه الشركات التي تستثمر في مجال الجنس وصناعته سخرت هذه الأموال والجهود واستثمرتها في مجال العلوم أو وجهتها لمجالات أخرى تستفيد منها الأجزاء العلوية من البشر حيث تكمن العقول بدلا من إثارة الغرائز والشهوات؟
عزيزي القارئ··
قبل أن تنتهي من قراءة هذا المقال يكون 28،258 ألف شخص حول العالم قد نقروا صفحة ويب ذات محتوى إباحي كما يقول المسح الذي أجرته المجلة البلجيكية ونشره موقع "إيلاف" الإلكتروني قبل فترة·
&
