العيد السنوي للأمان
الملاحظة المهمة التي ينبغي أن نتوقَّف عندها ويتدارسها أبناء الدولة وغيرهم من المعنيين بمصالح أوطانهم، هي ذلك الانسجام التام القائم ما بين القيادة والأجهزة الرسمية، وبين الشعب عموماً· فالظاهرة التي لم تعد مفاجئة في العديد من بلدان العالم الثالث، وبينها للأسف كثير من أقطارنا العربية، هي أن يتغير الرئيس فيتغير كل شيء· وقد ينطبق هذا أيضاً حتى على المناصب الوظيفية المتواضعة·
وعندما نحتفل هذه الأيام بالعيد الوطني الخامس والثلاثين، فإننا نزداد إيماناً بأن هذه الدولة باقية وسائرة إلى الأمام إن شاء الله، بفضله تعالى، وبما أنعم عليها من قادة مخلصين يمتلكون البصيرة النافذة وجعلوا من مصالح شعبهم ووطنهم همهم الأكبر· وكان في مقدمة أولئك القادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله )، الذي آمن وأدرك بحنكته وبصيرته أن التشرذم هو طريق الذوبان، وأن لا مكان في هذا العالم للكيانات الصغيرة، الضعيفة والمتفرقة·
وقد بادل الشعب قائده الحب بالحب، وكانوا أهلاً للثقة· وبعد تجربة الأعوام الخمسة والثلاثين، فإننا نجد أن الذين يضطلعون اليوم بمسؤولية القيادة هم من الذين شاركوا جيل القادة المؤسسين أو ممن صنعتهم هذه التجربة الاتحادية الناجحة· ولذلك فإن القياديين الجدد إنما يستندون إلى ما أرساه أسلافهم من أركان راسخة، في مرحلة التأسيس والبناء، ويبنون عليها المزيد والمزيد في مرحلة التمكين· فالإخلاص وحسن النية والعزيمة الصادقة القوية أمور لابد إلا أن تؤتي ثماراً طيبة ومطمئنة·
ش إننا نجد اليوم في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة(حفظه الله) وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما الحكام، وفي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأولياء العهود، ما وجدناه على مدى أعوام في زايد وإخوانه، من علاقات التعاون والوفاء والعمل المخلص، والولاء لله والوطن·
إن هذا هو ما يستحق أن نسعد به، ونحتفل بتمكن هذه البلاد وقادتها من الوصول إليه·· فأي نعمة تعدل نعمة الأمن! وأي فخر نستحقه ونحن ننعم بهذا الأمن في دولة يتعايش على ترابها أبناء 202 جنسية، بينما الأمم المتحدة لا تضم سوى 891 جنسية؟