الافتتاحية
الذكرى والدلالة
من أفضل ما دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التمسك به عند الشدائد، الصبر والرجاء بأن يلهمنا المولى حُسن العزاء، وأن تعمِّر قلوبنا الآية الكريمة (إنا لله وإنا إليه راجعون)·
وفي هذه الأيام التي تصادف مرور عام على غياب الأب القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، فإننا ونحن نشعر بفداحة الفقد ونؤمن بقضاء الله وقدره، ننظر حولنا لندرك عظمة ما أنجزه هذا الأب الكبير، بفطنته وبعد نظره·· حيث أسس لهذه البلاد من القدرات البشرية والمادية ما يكفي لاستمرار وازدهار مسيرة البناء والتقدم فيها·
فقد تسلَّم "رحمه الله" مسؤولية هذه البلاد، وكانت لا تزال كطفل يتلمس الطريق، واستطاع أن يقودها بكل رعاية وعطف ووضوح رؤية، لكي تصبح على ما نراها اليوم من معيشة رغيدة ومكانة مرموقة للوطن وأبنائه·
وآمن رحمه الله أن بناء الإنسان يجب أن يسبق البنيان العمراني والمادي، فجنّد إمكانات الدولة لتنشئة أجيال من الرجال والنساء المؤهلين للمشاركة في عملية التنمية البشرية، وسهر على ذلك بنفسه· وكان إخوانه الحكام معه يداً واحدة معه، فاستطاعت هذه البلاد الفوز في تحدي البناء، لأن يد الله مع الجماعة·
وكان أبناء زايد حوله أيضاً، وحرص على تنشئتهم التنشئة الصحيحة وتزويدهم بكافة مقومات القدرة على القيادة والاضطلاع بالعمل الوطني، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، الذي كان دائماً الساعد الأيمن للقائد الكبير، ورافقه في كافة مراحل تطور أبوظبي والدولة عموماً·
وترك لنا زايد "رحمه الله" كوكبة من الأبناء يضطلع كل منهم بموقع مسؤولية بالغة الأهمية، ويعملون معاً يداً واحدة أيضاً، في سبيل هذا الوطن وحماية مكتسباته والنهوض به في مسيرة التقدم الدائم·
إننا حين نرى سلاسة المسيرة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وإخوانهما أصحاب السمو الحكام وأولياء العهود، ندرك أكثر كم كان الوالد زايد "رحمه الل" على صواب، حين نادى ببناء الإنسان، وبضرورة إشراك أهل الرأي والخبرة والإخلاص والكفاءة، في رعاية وتنفيذ عملية التنمية واتخاذ القرارات ومتابعتها·
إن دولة الإمارات اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه، تمثل نموذجاً لطالما شعرنا جميعاً بالفخر تجاهه، ولطالما كانت الإمارات موضع غبطة أصدقائها·· فالإنسان في الإمارات مواطناً ومقيماً، يحظى بكافة أنواع الرعاية ويثق تماماً، أنه في وطنه وأنه في أمان مادام يسعى إلى الأمان الحقيقي والسليم·
رحم الله زايد، وهنيئاً للإمارات بقادتها الأوفياء·