السبت :22/8/2009 :
"شرطة أبوظبي" تتساءل:
9000 درهم لنيل جائزة بـ750 ألف جنيه... كيف؟
تساءلت "شرطة أبوظبي" هل من المعقول لأن تربح جائزة لم تشارك بها أصلاً أن تسدّد مبلغاً، ولو كان يسيراً لنيلها؟. هذا ليس تساءلاً لبداية قصة وإنما واقع مرّ لقضايا متكررة ، ما يزال بعض الضحايا يقعون بها في مجتمعنا، إذ ألقت شرطة أبو ظبي، القبض على سائحٍ أجنبي، للاشتباه فيه بإيهام ضحية أجنبية من المقيمين في الدولة بأنها ربحت مبلغ 750 ألف جنيه (عملة أجنبية)، لاستخدام بريدها الالكتروني الذي خضع مؤخراً عن طريق إحدى الشركات الأجنبية الوهمية لسحب "اليانصيب"، فوقع عليها الاختيار لربح الجائزة، وما عليها سوى سداد مبلغ 9 آلاف درهم لنيلها.
وروى العقيد مكتوم الشريفي، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي تفاصيل القضية قائلاً: التقى الجاني ويدعى "ت. ن. س" 32 سنة، بالمجني عليها وتدعى "ل. س. د" 33 سنة، أخيراً، في أحد المراكز التجارية في أبوظبي، بعد مراسلات الكترونية واتصالات متعدّدة استمرّت بينهما نحو 13 يوماً.
وأضاف الشريفي: سلّم الجاني، المجني عليها، في باحة ذلك المركز، حقيبة سفر متوسطة الحجم، بداخلها خزنة حديدية موصدة بإحكام تحتوي على الآلاف من الأوراق السوداء بحجم وهيئة العملات الورقية، حيث أوهم المشتبه به، الضحية، بأنها تحتوي مبلغاً مالياً قدره 750 ألف جنيه (عملة أجنبية)، كما زعم في الوقت نفسه بأنه لا يملك مفتاح الخزنة وعليها الاستعانة بأحد محلات فتح الأقفال، طالباً منها تسليمه الرسوم المستحقة لنيل "الجائزة الوهمية" والبالغة 9 آلاف درهم.
وتابع الشريفي: أن "الشرطة" تمكنت من ضبط المشتبه به متلبساً بجرمه، بعد أن أوهم الضحية سلفاً من خلال استخدامه رقم تجوال دولي بأنه مندوب لتلك الشركة، ومقرّها في دولة أوروبية، منتحلاً في الوقت ذاته اسماً مستعاراً، وأنه سيزور الإمارات قريباً لتسليمها "الجائزة"، ثم بادر بالاتصال بها بعد أيام معلناً قدومه، على الرغم أنه موجود أساساً في الدولة، ليلتقيا في أحد المراكز التجارية في ابوظبي، ويهمّ أفراد التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي بالقبض عليه.
ومن جانبه، تابع المقدم الدكتور راشد بورشيد، رئيس قسم الجريمة المنظمة في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي سرد التفاصيل قائلاً: استخدم أفراد قسم المتفجرات في شرطة أبوظبي، متفجرات موضعية لفتح الخزانة الحديدة الموصدة بإحكام شديد في مختبرات الشرطة، ليقوم بعدها أفراد مسرح الجريمة بالتأكّد فنياً من محتوى تلك الخزانة حيث تبيّن وجود الآلاف من الأوراق السوداء بحجم وهيئة العملات الأجنبية، إذ تمّ التحفظ عليها لتقديمها كأدلة اتّهام ضدّ المشتبه به تمهيداً لتقديمه إلى الجهات القضائية.
إلى ذلك أنكر الجاني محاولته النصب على الضحية، مؤكداً عدم معرفته ما تحتويه الخزنة، لافتاً إلى أن شخصان آخران يُدعيان (إ. هـ) و(ك. و) تعرّفا عليه في أحد الفنادق مؤخراً، إذ أرسلاه لمجرّد أن يُسلّم المذكورة حقيبة السفر، وفي المقابل يتسلّم منها مبلغ 4 آلاف جنيه (عملة أجنبية)، زاعماً أنه وافق على تبادل هذه الصفقة المتعلقة بإحدى الجوائز "بحسب وصفه" مقابل نسبة 30% من المبلغ المُسلّم، زاعماً أنه يطمح إلى جمع الأموال لسداد تكاليف عميلة جراحية يتوجّب عليه إجرائها لاستئصال أورام خبيثة تنتشر في جسده، كاشفاً أيضاً عن أنه قدم من إحدى الدول الأفريقية التي يعيش بها كلاجئ منذ 14 سنة، وأقام أخيراً في فندق في إحدى إمارات الدولة.
وشدّد رئيس قسم الجريمة المنظمة في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، أن "الشرطة" تعهدت آجلا أم عاجلاً بأنها ستزجّ كل من تسوّل له نفسه بالنصب على الضحايا، هاتفياً أم الكترونياً، أو أي شخص يخرق القانون في شتى المجالات خلف القضبان تمهيداً لعرضهم على القضاء دون أدنى تهاون.