الثلاثاء :30/3/2010 :
أحمد بن زايد فقيد الوطن والإنسانية
ليس الوطن وحده اليوم من يبكي نجل خير السلف وشقيق خير الخلف، الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، والذي وافته المنية اثر حادث مؤسف تعرضت له طائرته الشراعية التي كان يستقلها قرب مدينة الرباط، بل تعتصر لهذا الحادث المأساوي الأليم قلوب الملايين من الأشقاء والأصدقاء الذين عرفوا هذا الشيخ الكريم بالغ المآثر الخيرية ، جعلت منه بحق رجل العطاء والرأفة والحنو الإنساني الكبير، ليصبح مع تلك المناقب فقيد الوطن والإنسانية في آن واحد.
إن وفاة الشيخ أحمد بن زايد تمثل صدمة حقيقية للتيار الإنساني الجامح الذي يميز غالبية أبناء المجتمع الإماراتي وثقافتهم الراسخة في العطاء والتعاطف مع الآخرين بصرف النظر عن لون وعرق ودين وانتماء هذا الأخر، وهي ذات القيم العربية الأصيلة التي تعززت منذ لحظة قيام اتحاد الإمارات على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ونهج نهجه صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" وكافة أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ولد سمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان في عام 1969 في مدينة العين ، وتخرج سموه من جامعة الامارات العربية المتحدة، ثم التحق بجهاز أبوظبي للاستثمار في عام 1994. ومنذ التحاقه بالجهاز، عمل سموه في عدد من دوائر الجهاز المختلفه مما اتاحت له هذه الفترة بالإلمام بالعديد من أوجه الاستثمارات المختلفة.
في عام 1997 تم تعيين سموه عضوا منتدبا في مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار ، بمرسوم أميري من نائب حاكم امارة ابوظبي، كما تم تعيين سموه عضواً للمجلس الأعلى للبترول بتاريخ 19 إبريل 2005 بمرسوم أميري من حاكم إمارة أبوظبي.
وقد صنفت مجلة "فوربس" سمو الشيخ أحمد بن زايد في العام 2009 في المركز السابع والعشرين بين أكثر الشخصيات نفوذاً والتي سيكون لها دوراً بارزاً في اقتصاد الشرق الأوسط . و قد صرح سموه في مقابلة مع صحيفة "هاندلسبات" الألمانية اليومية بأنه يفضل "أن ينظر إلى جهاز أبوظبي للاستثمار بوصفه مؤسسة تنويع استثمار على المستوى العالمي، مع الأخذ بالاعتبار أن الجهة المالكة للجهاز هي حكومة أبوظبي." وقال إن الرسالة الوحيدة لجهاز أبوظبي للاستثمار، الذراع الاستثمارية الرئيسية لإمارة أبوظبي، والتي لم تتغير منذ 30 عاما هي ضمان رفاه أبوظبي الحالي والمحافظة عليه.
عرف عن سمو الشيخ أحمد بن زايد ابتعاده عن الأضواء وندرة تصريحاته الإعلامية لا سيما وأن الجهاز الذي يديره يحتاج إلى شخصية تحسب تصريحاتها بدقة نظراً لما يمكن أن يكون لها من تأثيرات حساسة على المؤسسات المالية الكبرى. وكان من أولى القرارات التي إتخذها كعضو منتدب في الجهاز زيادة الميزانية المخصصة للتدريب والعمل مع مؤسسات عالمية مثل جامعة هارفرد وغيرها، مركزاً على استقطاب المهارات والكفاءات العالمية والحفاظ عليها من خلال وضع هيكل تنظيمي يبعث على التنافس.
وبحسب عدد من المقربين إلى المغفور له (بإذن الله) والذين عملوا معه طويلاً في جهاز أبوظبي للاستثمار، قالوا "لقد عرفنا في شخص سموه الكريم، التواضع والأدب الجم إلى جانب الدقة المتناهية في التخطيط والواقعية في العمل" وأضافوا " لقد علمنا (رحمه الله) أن النظام فوق كافة الاعتبارات الشخصية، ولا يجوز لأحد تجاوزه" مؤكدين أن التغيرات التي أحدثها رحمه الله خلال عمله في الجهاز كانت جوهرية ومحورها "الانسان" حتى زخمت برامج تطوير الكفاءات والتحصيل العلمي وحفز الطاقات الوطنية إلى أقصى حدوده.
لم تمنع ارتباطات سمو الشيخ أحمد وانشغاله في العمل الاقتصادي من ممارسة الأعمال الإنسانية والاجتماعية فمنذ تم تعيين سموه رئيساً لمجلس