شاركت القيادة العامة لشرطة أبوظبي بشعارها وزيها الرسمي، المستخدمَيْن في مرحلة التأسيس عام 1957، وذلك ضمن فعاليات مهرجان قصر الحصن؛ الذي انطلق اليوم "الخميس"، ويستمر حتى التاسع من شهر مارس المقبل، حيث يعتبر تاريخ الشرطة والأمن العام في إمارة أبوظبي - آنذاك - جزءاً مهماً من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتفاعل الحضور مع مشاركة شرطة أبوظبي، التي تمثلت في تنظيم مسيرة راجلة لكوكبة من الشرطة من جانب، وتعريفهم بمرحلة تأسيس نواة شرطة أبوظبي من جانب آخر، والمهام والأدوار المنوطة بعناصر الشرطة والحراسة (الخفارة) في تلك الفترة التي تعتبر ركيزة صلبة وأساسية لحماية الوطن، والحفاظ على مكتسباته وتوفير الأمن لجميع المواطنين والمقيمين والزوّار.
وحضر الحفل من القيادة العامة لشرطة أبوظبي اللواء ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية واللواء خليل داوود بدران مدير عام المالية والخدمات وعدد من كبار الضباط .
وقال العقيد سيف الشامسي، الضابط المشرف على مشاركة الشرطة ضمن مهرجان قصر الحصن: شاركت شرطة أبوظبي، بمسيرة راجلة من الضباط، والطلبة المرشحين من كلية الشرطة، انطلقت من قصر المنهل وصولاً إلى باب قصر الحصن بأبوظبي، وكان في استقبالهم ضابطان و20 من ضباط الصف والأفرد مرتدين الزي، والشعار الرسمي لشرطة أبوظبي المستخدمين في عام 1957، في صورة فلكلورية تجسّد النمط الانضباطي قديماً.
وأضاف العقيد الشامسي: أنشأت شرطة أبوظبي، ضمن المهرجان، مركزاً مصغّراً شبيهاً لمبنى دائرة الشرطة في عام 1957، وذلك في شمال قصر الحصن، وهو المكان الذي كان يُتخذ مقراً آنذاك، واحتوى المركز على صور قديمة من تاريخ ومسيرة الشرطة ورجالاتها، وكان يحيط بالمركز عناصر من الشرطة بالزي والشعار القديم، يوضحون للجمهور مهامهم الانضباطية وواجباتهم، في تلك الحقبة الزمنية كالمحافظة على الأمن العام ومكافحة الجريمة وتنفيذ الأحكام ودعم كفاءة الأداء؛ وتحقيق التطوير والتحديث المطلوبين.
ووفقاً للعقيد الشامسي، فقد تعرّف الحضور إلى العناصر الشرطية بزيهم القديم؛ يجولون فيما بينهم ضمن تشكيلات نظامية، يوزعون المهام بعد تلقي الأوامر من قائدهم، متخذين أماكنهم في المناطق البرية والبحرية والأسواق. وتعرفت الجماهير إلى النظام الشرطي قديماً، وكيفية اكتسابهم فنون التدريب والقتال، والآداب والسلوكيات المجتمعية وتأدية الخدمات الأمنية والمجتمعية العديدة، فيما تفاعلت الجماهير مع السيارات القديمة المستخدمة في تلك الفترة الزمنية وتعرّفت إلى استخداماتها.
ومضى إلى القول إن شرطة أبوظبي، قد شهدت على مدى العقود الماضية من التأسيس، طفرة حقيقية غير مسبوقة في المجالات كافة، جعلتها محط أنظار الجميع، مستلهمة رؤى المغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، وبدعم وتوجيهات قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، الذي واكب عملية بناء وتطوير شرطة أبوظبي منذ نشأتها، وأسهم في صنع منجزات هذا الوطن وتهيئة ممارسته لدوره الحضاري المهم على مختلف الصعد، وكان في ذلك بانياً ومتابعاً وموجهاً لأبناء الوطن.
وأشار العقيد الشامسي إلى أن لقوة الشرطة في إمارة أبوظبي الدور البارز، والمؤثر في توفير سبل الاستقرار والأمن للوطن والمواطن، من خلال أجهزتها وإداراتها وأقسامها المختلفة، وأسهمت من خلال أنشطتها وإمكاناتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية التي تشهدها إمارة أبوظبي الآن بشكل خاص، والإمارات الأخرى بشكل عام.
الجدير ذكره، أن نواة شرطة أبوظبي قد ظهرت عام 1957، وكانت مهامها شبه مقصورة على حراسة بعض المواقع، مثل قصر الحاكم (قصر الحصن) والأسواق والبنوك التي لم يكن عددها يزيد عن اثنين، وحراسة القوارب (اللنشات) التي كانت تأتي من الدول المجاورة، علاوة على إحضار المطلوبين للحاكم في حالة المنازعات والشكاوى.
وبلغ عدد أفراد شرطة أبوظبي عام 1957، 150 منتسباً، وكانت القوة تسمى "دائرة الشرطة"، ومقرها شمال قصر الحصن وسط مدينة أبوظبي، وكان مبنى الشرطة في ذلك الوقت مؤلفاً من ثلاثة مكاتب، أولها لقائد الشرطة، والثاني للضابط المساعد، والمكتب الثالث لنائب القائد، وكان مبنى دائرة الشرطة يحتوي على سجن صغير (زنزانة)، وسكن للأفراد ومستودعات يحيط بها شبك حديدي.