ستتابع أنشطتهم وتتصدى لهم بكل حزم، حماية للمجتمع من مخاطر هذه الفئة لما تمارسه من خديعة وابتزاز للضحايا، كسباً للأموال بطرق غير مشروعة، آملة في الوقت نفسه تعاون أفراد المجتمع في الإبلاغ عن كل من يمارس مثل تلك الأعمال التي تتنافى وقيم الدين الحنيف والسلوك القويم.
ورغم تقليل الشرطة من حجم قضايا الشعوذة التي تم ضبطها حتى الآن، وبلغت نحو أربع قضايا خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، إلا أنها عبرت عن خشيتها من وجود ضحايا لهذه الظاهرة لم يتم اكتشافهم نظراً لإحجام البعض منهم عن الإبلاغ لأسباب عديدة، فضلاً عن استغلال بعض المشعوذين لقناعات العامة، بأن ما يمارسونه لا يخرج عن كونه إحرازاً أو رقية شرعية وما شابهها لتحقيق مآربهم الإجرامية.
وفي مقابل ذلك حذرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الأفراد من اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين، مضيفة أن هذه الفئة تفتك بالأفراد والأسر على حد سواء، وتمزق أواصر المحبة وروابط الأخوة بينهم، في ما اعتبر اختصاصيون اجتماعيون ونفسيون الشعوذة والدجل ظاهرة دخيلة على مجتمع الإمارات، وعزوا وجودها نتيجة إلى تعدد الثقافات والمعتقدات التي أفرزت أخيراً ظواهر لم تكن مألوفة في الدولة .
وأنحوا باللائمة على الأفراد الذين يلجأون إلى " المشعوذين "، وقالوا إن هذا السلوك يتناقض مع العصر الحديث الذي يتيح كل الإمكانات والوسائل العلمية لمعالجة المشاكل، مشيرين إلى وجود الأطباء والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين لحل ومعالجة الإشكاليات، كلّ حسب اختصاصه .
وتلقى ظاهرة "الشعوذة" اهتماماً بالغ الأهمية لدى شرطة أبوظبي، إذ يقول اللواء محمد بن العُوضي ، مديرعام العمليات الشرطية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، إن تخليص أفراد المجتمع من شرور "السحرة" يشكّل غاية لدى شرطة أبوظبي، ويستحوذ على أجندتها في التصدي للجريمة، مؤكداً أنها لن تسمح للمشعوذين التفرد بالأعمال التي يمارسونها، باستخدام أساليب سيئة لتحقيق أغراضهم، بالتكسب أو إلحاق الأذى بالناس.
وأعلن أبرز ملامح المبادرة التوعوية التي تطلقها شرطة أبوظبي لتوعية المواطنين والمقيمين بمخاطر المشعوذين، قائلاً إنها ستكون مفتوحة وتتضمن بث رسائل توعوية عبر التلفزيون والإذاعة ونشر مواد صحفية، واستخدام الشاشات الإلكترونية المنتشرة في مختلف مناطق إمارة أبوظبي ببث عبارات التوعية للجمهور بمخاطر اللجوء للسحرة، وتعريفهم بمسؤولياتهم المجتمعية في هذا الشأن.
وعرج إلى ضرورة تعزيز التوعية المجتمعية من قبل مختلف المؤسسات ذات الصلة لحث الجمهور على عدم التعامل نهائياً مع مثل هذه الأساليب التي تضلل الجمهور؛ اعتماداً على عالم الجن لعلاج الخلافات العائلية والأمراض المستعصية، مؤكداً أن ممارسة أعمال السحر والشعوذة، تعدّ آفة خطيرة تهدد أمن المجتمع واستقرار بنيانه.
ونصح أفراد المجتمع، بسرعة الإبلاغ عن ممتهني هذه الممارسات غير السوية، وعدم التعاطي معهم، أو البوح لهم بأسرارهم الشخصية حتى لا تُستغل ضدّهم، ويضيف مؤكداً أن شرطة أبوظبي ملتزمة بمسؤوليتها المجتمعية من خلال مكافحة الجريمة والتصدي لها على نحو استباقي.
وذكر أنه سيتم من خلال المبادرة كشف أساليب المشعوذين عبر الضبطيات والقضايا الواردة إليها، للاستفادة والاعتبار من تلك القصص، ويضيف "ولكن على المواطنين والمقيمين أن يسهموا في تلك الجهود بعدم التردد في الإبلاغ عن أي دجال أو مشعوذ أو الأوكار التي يختبئون فيها، حال توافرت لديهم المعلومات الموثوقة، بالإتصال على بدالة امان على الهاتف المجاني 2626 800 وعبر إرسال بريد إلكتروني على aman@adpolice.gov.ae أو رسالة نصية قصيرة SMS على الرقم 2828 أو. أو التوجه إلى أقرب مركز شرطة لإبلاغ عن أي أمر مريب يدور حولهم .
وأكد العقيد الدكتور راشد بورشيد، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، أن قضايا السحر والشعوذة لا تعتبر ظاهرة مقلقة حتى الآن، مشدداً على ضرورة تعزيز التوعية لدى الأفراد بعدم التعامل نهائياُ مع ممتهني هذه الأساليب التي تعمل على تضليل أفراد المجتمع؛ ويضيف "بعض الضحايا يتمسّك أحياناً بقشة لإنهاء معاناته، غير مدرك أنه يتعرّض لعملية احتيال وشعوذة تفاقم من وضعه الحرج وتزيد من مشاكله عوضاً عن حلها.
واعتبرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف السحر والشعو